نتيجة الوَحْدَة


 أن تكون انطوائي ليس بالأمر الخطأ، بل يوجد أناس يستمدون طاقتهم من الوحدة بينما النوع الآخر من الناس يستمدون طاقتهم بالتواجد قرب الناس أو كونهم اجتماعيين، بطبيعة الحال لا نستطيع أن نقول أن شخصا ما انطوائي بشكل كامل و العكس كذلك، كل منا يحمل نسبة من الأنطوائية، قد تغلب أو تقصر وهو في الأخير ما يحدد ان كان شخص ما انطوائي أو اجتماعي.

كون أنني انطوائي أو منغلق على العالم يعني أنني من الصعب عليْ تكوين علاقات مع الناس، خصوصا لأنني رجل. 

لا أعلم عن النساء، لكن بقدر مل سمعت وفهمت أنه من السهل جدا عليهن تكوين علاقات مع آخرين والتحدث بشكل مريح، (أنا هنا أتحدث بشكل عام قد تتواجد حالات خاصة مثل حالات العنف الأسري وحالات العداوة بين النساء، والى آخره من الحالات) .

لماذا أنني وحيد ولا أحب البقاء في علاقة طويلة مثلا مع الأصدقاء؟، بشكل عام الذي جعلني شخص منغلق وحذر جدا جدا هو ما حصل لي في الماضي من أحداث سيئة، بحيث تثق بشخص ما فيقوم هذا الشخص بكسر هذه الثقة، فلذلك الماضي جعلني حذر جدا من الأصدقاء لدرجة أن كذبة واحدة تعني انهاء العلاقة مهما كانت الأسباب، أنا أميل للناس الذين يميلون لأن يكونوا اجتماعيين وهذا ما ألاحظه كثيرا، فمعظم من أرتحت لهم وتحدثت معهم وصاحبتهم كانوا اجتماعيين أكثر مما أنهم منغلقين.

كذلك لا أحب أن أسمع الصراخ أو الصوت العالي أو أن أتحدث مع أي شخص في بيئة مليئة بالإزعاج، أو أن أتحدث بصوت عالي، لا أعلم ما السبب، لكن أحيانا ونادرا ما يحصل أن أضطر إلى أن أرفع صوتي، فقط لأقوم بالتنبيه على أنني غاضب من هذا الشيء، أو هذا التصرف، وغضبي في العادة يكون منطقي، لا يعني أنني لا أغضب، بل دائما ما أغضب، خصوصا عندما ألعب الشطرنج كثيرا ما أغضب، لكن في الشطرنج أحاول أن ألعب في بيئة يتواجد بها الكثير من الناس حتى أن أحافظ على هدوئي قدر الامكان.

من المرات التي رفعت بها صوتي لا أتذكرها بشكل جيد لكن سوف أسرد ما أتذكره، هو عندما كنت أعمل كحارس أمن لدى فندق من 4 نجوم بجوار الحرم المكي، أخبرني المشرف حينها أنه من الممنوع استخدام المغسلة التي تتواجد بمدخل تنزيل البضائع المتواجد في البدروم، فقط لأجل غسيل المواعين الخاصة بمتعهد الطعام الذي يقوم يتوفير الطعام للحجاج، فأتى اثنين من موظفي المتعهد بالمواعين وقاموا بغسيل المواعين في هذه المغسلة، فحاولت أن أخبر أحدهم أنه ممنوع، وإلا أجد أنهم مستمرين فأضطررت إلى رفع صوتي مخبرا إياهم أنه ممنوع! ، لا أتذكر ما حصل بعدها لكن أستطيع أن أضع احتمالات منها أنهم فهموا و رحلوا، والإحتمال الآخر أنهم لم يكترثوا وأستمروا فأضطررت حينها بالتواصل مع المشرف من أجل أن يتعامل مع الموقف، لا أتذكر أيها لكن المقصد في الأخير أنني نادرا ما أحاول أن أرفع صوتي.

كذلك يوجد أناس أرتاح عندما أتواصل معهم خصوصا ان كنت تعرفهم مسبقا مثل الأقارب، فالعادة أرتاح عندما أزور أحدهم برفقة الوالدة أو أحد الاخوة وأتحدث معهم لعدة دقائق ما جرى خلال آخر مرة ألتقينا فيها، لكن عندما يتواجد شخص غير مهتم بالحديث، أحيانا  أحاول التحدث معه لكن ان استمر خلال هذه المحواولة في عدم الإهتمام، توقفت عن الحديث وساد الصمت -_-. 

أتذكر عندما تحدثت مع أحدهم وأخبرني أنني رسمي بشكل كبير، لا أعلم ما سبب ذلك، لكن كلما كبرت كلما أفهم أنه يوجد أناس طيبون وأناس سيئون، ولا أستطيع التفريق بين من هو جيد ومن هو سيء إلا بالطيبة، فأعامل الكل بشكل سوي، فبمجرد ما يحاول أحد أن يمزح أو يسيء بشكل مباشر أحاول أن أتجاهله ولا أرد عليه. 

كذلك أتذكر عندما كنت عائدا يوما من الأيام كان يوجد طفلين بجواري يتحدثون معي وأنا لا أنظر إليهم ولا أرد عليهم، لا أتذكر لماذا تصرفت بهذا الشكل لكنهم سألوني أين الطريق المؤدي للشارع العام فلم أجبهم وسألوني هل أنت أصم فلم أجبهم كذلك، فقط عندما وصلنا للطريق الذي يؤدي للشارع العام أشرت إليهم بالطريق المؤدي للشارع العام فخرجوا إليه وأكملت سيري. 

الانطوائية ليست سلبية، فبالعكس توجد أشياء تناسبني مثل التعرف والسماع من الوثائقيات أو من الفديوهات المنتشرة في منصة اليوتيوب التي تتحدث عن مختلف القضايا ذات الاهتمام، مثل قناة قرية العجائب الذي يتميز الملقي بها بأسلوبه الرائع في وصف المواقف، لكن عندما أسمع نفس القصة من مصدر آخر قد لا يعجبني ما أسمعه من المصدر الجديد فأبقى على المصدر القديم. 

كذلك الكتابة، فأحب الترويح عن نفسي وعن ما بداخلي بالكتابة أكثر من التحدث مع الغرباء أو الناس، فلولا الكتابة لما ظهرت القصة هذه. 

توجد قصص وشخصيات مثل شخصية دكستر بحيث أنه رجل حذر جدا جدا لأن لديه ما يخفيه، فمما حصل أتت أخته تتحدث إلى طبيب نفسي من أجل أن تشرح للطبيب ان أخاها لا يتحدث بشكل مريح معها، فقام الطبيب النفسي بالتوضيح أن أخاها رجل حذر، فماذا تتوقعين منه؟ ، هل يمكن للكرسي أن يصبح طاولة يوما ما؟! ، فلماذا تتوقعين من رجل حذر  أن يصبح منفتح؟! ففهمت أخته الأمر وتقبلته كما هو. 



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقارنة غير عادلة

اعتماد زائد