النعمة الخفية



 GERD

عندما بدأت تظهر الأعراض، رفعت بعض التساؤلات لأحد الزملاء، من هذه التساؤلات أنه تبدأ تأتيني كوابيس متكررة، تخيلات مرعبة مستمرة، أو تخيلات بشكل عام، عقلك لا يرغب بالنوم، فسألته ما طريقتك في التحصين أو الرقية؟

رد لي أنه يتحصن بالمعوذتين على قدر ما أذكر وربما أضاف شيء لا أذكره.

فأخبرته بما يحصل معي، وأنني أقرأ سورة البقرة أحيانا ولا تزال الأعراض موجودة، أخبرني ان كان تريد شيخا يقرأ عليك،أخبرته، لأ ،شكرا لك.

تاليا في ليلة نفس اليوم يتواصل معي زميلي ويخبرني أنه تحدث مع أحد الأشخاص وأخبره عن الأعراض التي أصابتني، وهذا الشخص يخبرني أنه كذلك أصابته هذه الأعراض وفي الأخير أكتشف أنه ما يسمى بالارتجاع المريئي،وأخبرني عن سبب هذه الأعراض، فسبحان الله أن الجسم تأتيه الكوابيس حتى يستيقظ ولا يظل نائما، لأن ان إستمر في نومه فقد يموت هذا الشخص من اختناقه بالحمض.

فقلت له لعله يكون مس، أخبرني ان كان مس اقرأ سورة الجن بصوت مرتفع،ان لم يوجد شيء أو تأثير ففي الغالب والله أعلم أنه مثل ما حصل معي.

وأخبرني زميلي أن هذا الرجل ذهب لمستشار في الباطنية و لعل ما أذكره أنه أشاد له بالعلاجات الطبيعية، فأخبرني المشي نصف ساعة كل يوم، والشمر، وتقليل الأكل :المقليات والنشويات بعد عنها، وكل يوم كان يأخذ من خل التفاح الطبيعي، وأشاد لي بمراجعة طبيب خاص بالباطنية ،وأنه الحمدلله تحسن. 


بعد بحث طويل في البداية كنت أعتقد أنه مجرد انسداد مجرى التنفس لقلة الأوكسجين في الغرفة، ولبرودة الغرفة فتضيق مجاري التنفس في الأنف،فقلت أن الحل أبقي شيئا من النافذه مفتوح عندما أريد أنام، والمكيف يكون مطفيا.


فوجدت أنه فادني لكم من يوم لكن بعد ذلك بدأت ترجع الاعراض من جديد، فاتجهت للطبيب وبعد التحليل اخبرني أنه احتمال ارتجاع مريئي ،ووصف لي دواء، واحد كان مهدئ والآخر كان دواء يقوم بتقليل حمض العمدة.


بعد استمراري بالدواء بدأت تظهر أعراض جديدة ،منها بقع صفراء في الجلد، امساك، شد في الأعصاب، والعضلات،وبعد بحث عن الدواء فهو يقوم يتنقيص حمض المعدة ،وحمض العمدة يلعب دورا مهما في استخراج فيتامينات معينة منها B 12، ونقص هذا الفيتامين يتناسب مع الأعراض الجديدة، بعد اليوم ال14 من استعمالي للدواء قررت التوقف عن استعماله، وقمت برميه، وزرت الوالد وهو أخصائي أطفال متقاعد ،وأخبرته بما حصل ،وأخبرني أن أي دواء يلعب في الجسم هو دواء مخرب وليس مصلح.


الحمدلله بعد رمي الدواء زالت الأعراض الجديدة لكن الأعراض القديمة عادت. 


من بعدها قررت أن اتبع أسلوب الرجل الكبير الذي كان زميلي يحدثني ما أصابه والطرق التي أتبعها.

بدأت آخذ خل التفاح الطبيعي، عندما يحصل ثوران الحمض، يخففه لبعض الوقت ثم تعود الحالة مجددا.

بدأت البحث بشكل مستمر عن الأطعمة التي تسبب هيجان للحمض ،فوجدتهم يتحدثون عن القهوة والشاهي، الأكلات الحارة، والأكلات المقلية.

لكن مع هذا لم أتوقف واستمريت في أكلها.


بعدها بأسبوع أذكر ذهابي لمطعم ونظرت للعامل وهو يحضر لي كمية كبيرة من الطعام، فأخبرته أن يخففها، مع تخفيفه لا زلت أرى في عقلي أن الكمية كبيرة، أنا أذكر هذا لأنني أتذكر سابقا عندما لا أرى أمام عيني طعام كثير لا أشبع، لكن الآن أرى نفس كمية الطعام وربما أقل، وأرى أنها كثيرة جدا .

بدأت بالمشي بعدها بفترة، وتوقفت عن الأكلات المهيجة، وأنا الآن أبحث أكثر عن كمية الأكل الواجب أكلها حتى تخف الأعراض، فأجد أنه يقال لي بدل من وجبات دسمة، يجب تقليلها لتكون كميات قليلة جدا على فترات متفاوتة حتى لا تأتيني الأعراض.


المغزى من هذه القصة أنني في البداية كنت أنظر إليه كمرض، لكن في الواقع هي أحد النعم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى من رب العالمين، هذه النعمة تعلمني كيف آكل بشكل صحيح.


فالحمدلله على نعمه الكثيرة، الحمدلله رب العالمين دائما وأبدا، الحمدلله رب العالمين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر

أجمل صوت

بداية جديدة