طفولة مؤثرة

 أمر جيد أن يكون معك في مرحلة الطفولة من يمشي معك ويتكلم معك، ويحميك من شر الناس، و أهوائهم، أمر جيد جدا أن تحلم بأن تكون لديك طفولة رائعة، لكنني أعلم علم اليقين بأنها مجرد مرحلة تعدت، قمت بها بالكثير من الأخطاء، في الحقيقة لا أعلم ما السبب الذي يجعلني مرتبط بوالديْ كثيرا؟ مع أنني لم أكُن أتواجد مع كلهم. اختفاء أحدهم، ووجود الآخر واشتكائه طوال الوقت يشعرك بأن الآخر أفضل، مع أن شكواته عن الطرف الآخر  حقيقة.

كمثل الميزان المعتدل الذي يحمل في كفته 1 لتر من الهواء، وفي الكفة الأخرى يحمل 1 كيلو غرام من الحديد.

عندما تشعر بقسوة هذا تتذكر عدم وجود الآخر، وتشتاق اليه، أو تتمنى أن تجلس معه، أو تعيش معه.

لا أعلم لماذا أقدس الكلمة؟

"الرجل هو الشخص الذي يحافظ على كلمته" اعتقد من كثرة خرق الوعود التي وعدتها، أو التي وعدتها وأحاول أن التزم بها.


الأب نعمة في حياتك، والأم كذلك. لكن الرب الذي يربطك بين كل الناس ويهيئ لك الأسباب وييسر الأمور، وجوده بسمعه وبصره نعمة عظيمة.

"أشعر بالطمأنينة أن لي ربٌ يسمعني". 


لقد تعلمت أن أسوأ شيء في المجتمع هو العيب والعادات، لقد نظرت الى أشخاص كبروا وهم يحكوا تشردهم بسبب هذه العادات والسخافات، العيب الذي يجعلنا نذوق الصعاب عند الصغر، العيب الذي محى الابتسامة من وجهي.

لا زلت أعمل وعندما يأتيني عدة أشخاص يسألونني، لماذا أنت حزين؟ أقول لهم هذه طبيعتي. 

"تحمُّل المشاق منذ الصغر، وتذرُفُ الدُّموع من عيني جراء آلامٍ كثيرة" ، أعلم أن الصدمات التي دخلت بها كثيرة لكنني لا أفهم!. 


أغلب من صاحبتهم هم ذي مصلحة! 

عندما تخبر الطرف الآخر بموضوعك ويقوم بنصحك، لا تستمع لنصيحته، لأنك كرهت أن تسمع له عندما يشتكي.


هذا العالم أصبح كبيرا جدا والخوض فيه أصبح صعبا.

"ها أنا طفلٌ ذو اثني عشرة عاما، وها أنا شابٌّ أتحدث عن طفولتي".


لقد كرهت في هذه اللحظة كل من وثقت به وخان هذه الثقة، لقد كرهته وتمنيت له الموت، لقد كرهت أنني أكرمته اكرام العربي، لقد كرهت أني أعطيته من مالي، لقد كرهت كفره بهذا أمام الناس، فوكلت ربي له خصيما في الدنيا والآخرة، لا حول ولا قوة الا بالله العظيم وحسبي الله ونعم الوكيل.


هل أستمع لكلام أمي أم أستمع لكلام ربي، لا أعلم كيف أواجه الصعاب، دائما أذكر نفسي عليْ الّا أستعجل! عليْ أن أصبر! فالقادم أصعب!.


لم يعد يوجد من تثق به في هذا العمر الصغير!

 أعتقد ان كل من مر بتجربتي لا يريد أن يحضى أولاده بمثل التجربة نفسها، لذلك يرعون أولادهم ويتركون آبائهم.

كم هو رسول عظيم عندما تعلم أنه كان يتيما وتوفت أمه وهو طفل صغير، عندما أتت بنته فاطمة قبّل يدها ورأسها، كم من شخص يحسد فاطمة على والدها.


ولا زال المجتمع يعيب السخافات! التي تؤثر بحياة الناس خصوصا الأطفال منهم! 

أعلم أن الكلمات لا تستطيع أن تعيد البسمة في وجهي لكنني أسأل ربي يجعل بشاشتي مثل بشاشة الرسول صلى الله عليه وسلم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نتيجة الوَحْدَة

مقارنة غير عادلة

اعتماد زائد