تكبر أم تعفف
لطالما يوجد من الناس من يطلب ويكثر من الطلبات، ومنهم من يطلب على قدر حاجته، ولطالما تعودت ألا أطلب متعذرا بجميع الأعذار.
ولطالما هي حسنة للحديث الذي رواه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما عن الرسول ﷺ{يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ ، ولو اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ} رواه الترمذي.
رغم أنه من الجيد تنشأة الطفل على عدم الطلب والحث عليه، لكن لمن تعود على الكبر كذلك حديث آخر للراوي عبدالله بن حزام رضي الله عنه قال (سَأَلْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فأعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فأعْطَانِي، ثُمَّ قالَ:{ يا حَكِيمُ، إنَّ هذا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ ، فمَن أَخَذَهُ بسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ له فِيهِ، ومَن أَخَذَهُ بإشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ له فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ ولَا يَشْبَعُ، اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى}. قالَ حَكِيمٌ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ لا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شيئًا حتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا). فَكانَ أَبُو بَكْرٍ رَضيَ اللهُ عنه يَدْعُو حَكِيمًا إلى العَطَاءِ، فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَهُ منه، ثُمَّ إنَّ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ، فأبَى أَنْ يَقْبَلَ منه شيئًا، فَقالَ عُمَرُ: إنِّي أُشْهِدُكُمْ يا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ علَى حَكِيمٍ؛ أَنِّي أَعْرِضُ عليه حَقَّهُ مِن هذا الفَيْءِ فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ. فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ بَعْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى تُوُفِّيَ.
فالمقصد عدم الطلب والتعفف، والسؤال فقط من الله سبحانه تعالى، لأنه الكريم الذي يعطي ولا يبالي، والبشر منهم الكريم ومنهم الممسك الشحيح أو البخيل أو الذي لا يملك أوالذي يمسك تارة ويعطي تارة.
عندما لا أطلب لدرجة أنني عندما أسلم أحدا قرضا أحاول قدر الامكان في الأيام الحالية ألا أضغط عليه، ولا أعتمد عليه، وأحاول ألا أقرض إلا من يلتزم بالوقت والقدرة، ولم أرى الا القليل ممن يلتزمون بالوقت والكم.
ومع هذا فيأتي السؤال لماذا لا أطلب؟ ولا أحب الطلب المتكرر في نفس اليوم؟! ويستثقلها قلبي أن طلبني أحدا ما أن أطلب من شخص آخر أمرا ما، لنقل أنه توفيق الله.
لطالما كرهت الشحيح، وكرهت سؤاله، لطالما أعطاك ربي خيرا فأعط من طلبك ولا تجادل أو ترفض الا لسبب، يا أيها الشحيح الذي لديك التزامات لا تجادل بها وأنفق، فالذي ألزمك، الزمك لعمل يحبه لك ويعطيك رضاه فيه، ولا تخاف من الفقر، فلم تولد إلا وانت ضعيف ووهن ولم ترزق نفسك في ضعفك، فالذي خلقك ضعيفا يعيدك ضعيفا ان شاء ولا يبقى لك من الخلق أحد،سوى نفسك.
تعليقات
إرسال تعليق