العودة الى الوطن

 


قدد تتسائل عن ذهابي الى خارج مكة، فذهابي كان عن قناعة أن هذه البلاد مقدسة وخروجي منها سوف تكون عاجلة غير آجلة، قأنا من البشر أمر بديهي، أكتب وأتحدث وأخطئ، الخطأ في مكة هو مثل الخطأ داخل المسجد، فمكة كلها حرم، 

"كلمة كلها لا تعني كلها جميعا بل تعني أغلب مكة، فعندما نقول أن الله عز وجل على كل شيء قدير، فمعنى ذلك أنه سبحانه وتعالى على أغلب الأشياء قدير، لا يمكن أن نقول أن الله  على كل شيء قدير جميعا، لأن الله سبحانه وتعالى لا يموت وهو سبحانه وتعالى ليس له صاحبة، وليس له شريك، فهذا المقصد ودلت الآية كذلك (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) لو قلنا أن كلمة كل تكفي لما أضفنا جميعا" 

في الوقت الحالي أعاني لعودتي وأسأل الله من فضله، معاناتي تكمن في الأفكار التي تدخل في دماغي وأحاول أن آخذ الجيد منها. 

فأول سؤال يطرح لماذا أذهب إلى مكة؟

 ذهابي إلى مكة لأن أفي بكلمتي تجاه من أعطيتهم كلمتي ولأرى أمي واخوتي، فالعائلة أهم شي في هذه الدنيا من بعد التوحيد، ليس مقصدي العائلة كلها بل الوالدين. 


"قد تواجهنا بعض الأحيان ضغوط من قبل أشخاص نعزهم ونحترمهم مثل ان كانت هذه الضغوط مع الصاحب أو الزوجة أو الأولاد، فيجب عدم التركيز لها، إلا ان أعطيت كلمة (أي وعدت، وليس أمليت أمرا) ، أو كانت أمرا مهما بشكل كبير، مثل حياة أو موت أو دخول سجن، لكن يوجد أشخاص لا يمكن المساس بهم منهم الأرحام والوالدين والاخوة فأنت تتعامل معهم بالطريقة التي يرضاها رب العالمين وليس بطريقتك، لأن طريقة البشر في تعاملاتهم مع بعضهم البعض تعتمد على العاطفة، مثلا دخلت الى داخل المتجر ورعبت بأن تشتري خبزا قيمته المعروفة بريال ، عندما سألت البائع بكم تبيع الخبز؟ قال: لك أبيعه بريالين، فقلت له عندكم تبيعونه بسعر أعلى من السعر في بقية المتاجر، فيرد ويقول عندنا يباع بريالين، فترفض الشراء.

رفضت الشراء لعدة أسباب منها غضبك منه، وشعورك بأنه يحاول خداعك لا أكثر. 

الآن لنتصور ما الذي سيحدث لو إنعدمت المشاعر :-

-بكم تبيع الخبز؟

-أبيعه بريالين. 

-سعره في الخارج بريال، لماذا تبيعه بقيمة أعلى من القيمة في الخارج؟ 

-نحن نبيعه بهذا الشكل. 

تفكر بشكل منطقي للموضوع وتسر في داخلك لماذا أشتريها منه؟ يمكنني أن أشتريها في الخارج بريال وبالريال الآخر يمكنني شراء ماء لأخرج. 

بكل بساطة تخرج للذهاب إلى متجر آخر فلا التاجر يشعر بالسوء ولا أنت كذلك تشعر بالسوء. الأمر بسيط جدا فقط بهذه البساطة ان لم تكن توجد أي مشاعر بين الأشخاص. 

للأسف هذا المثال ليس إلا أمر خيالي، من الصعب جدا أن تتحكم بمشاعرك لذلك من الصعب التعامل مع الناس الذين لا يمكنك التعامل معهم، صعوبة التعامل تدل على عظم الأجر. 

التوحيد أمر يعتقده البعض سهل لأنهم ولدوا داخل بلاد اسلامية، لكن لولا توفيق الله لما أسلموا، فلا فرق بين أعجميْ ولا عربيْ إلا بالتقوى، ومن الذين هم في داخل البلاد الاسلامية منافقين مظهرين الاسلام ومبطنين الكفر، نعم ليس كل ما تراه بعينك حقيقة، فلا يعلم مافي القلوب إلا الله، وكذلك التوحيد لمن وحدوا الله صعب جدا جدا الاستمرار عليه، ولولا توفيق الله لهم لما استمروا، فمن الشرك ما هو يعرف بالشرك الأصغر مثل أن تصلي أمام أبى خطيبتك من أجل أن تظهر له حسنك ولا تصلي لأجل الله، فالتوحيد صعب جدا وذكرت التوحيد لبيان صعوبتها وعدم سهولتها، ولا توفيق الله ونعمته علينا لما استمرينا في ما نقوم به من العبادات واجتناب النواهي، والتوحيد ثم بر الوالدين من أهم الأشياء في هذه الدنيا من أعمال، قال الله عزوجل( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)) الأنعام."

و الله يهدينا لصالح الأعمال. 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نتيجة الوَحْدَة

مقارنة غير عادلة

اعتماد زائد